الأربعاء، 28 أبريل 2010

حلم كاسندرا 2007


Cassandra's Dream



"عبثية القدر و المعضلات الاخلاقية المرتبطة بها" .



الى اى حد قد يذهب الانسان فى طريق تحقيقه لطموحه؟ واى مبادئ يتخلى عنها فى سبيل ذلك؟ وهل يملك الانسان تغيير قدره ام يفرض عليه؟ اسئله يطرحها المخرج وودى الان فى فيلمه (حلم كاسندرا) وغالبا ما تدور افلام وودى الين حول عبثية القدر والمعضلات الاخلاقية المرتبطة بها




ويتخذ وودى الان ارتكاب ابطاله للجريمة كنموذج لتعدى الخطوط الحمراء وتمكن الجشع من الانسان ولا يتخذها ابدا محورا للتشويق او تحقيق الاثارة لذلك يتم تنفيذ الجريمة فى افلام وودى الان بشكل غالبا ما يكون ايحائى ولا نرى الكثير من تفاصيل عملية القتل ذاتها وتتم بدون نقطة دم واحدة على الشاشة كما رأينا فى


Crimes and Misdemeanors
و
Match Point.



ولا يكن تجاهل اهتمام وودى الان بعالم الاساطير الاغريقية كما رأينا فى فيلم


Melinda and Melinda و Mighty Aphrodite


ولا يعد هذا الفيلم بأى حال من الاحوال استثناءا للقاعدة فأسم الفيلم ذاته مستوحى من شخصية كاسندرا المعروفة فى الاساطير الاغريقية وكاسندرا هى ابنة ملك طروادة التى احبها ابوللو فمنحها القدرة على التنبؤ بالمستقبل ورؤية احداثه وعندما رفضت حبه قرر الانتقام منها ومعاقبتها بان جعل هذة القدرة غير ذات جدوى فجعلها عاجزة ورغم معرفتها بالمأسى قبل حدوثها فهى لا تستطيع ان تفعل شيئا لمنعها او تحول دون وقوعها وهو حال الانسان الذى يتجاهل التحذيرات التى تقدم له سواء ممن حوله او من ضميره وينطلق بأندفاع فى طريق خاطى لا رجوع فيه ولا مخرج منه ويجسد هذا المفهوم تماما لقطة لبطلى الفيلم بعد تنفيذهم للجريمة فى سيارة وتستمر السيارة فى الاقتراب من الكاميرا الثابتة بشكل يوحى بالخطر والاندفاع فكلاهما لا يستطيع العودة الان او تغيير قدره فما حدث قد حدث.



بطلا الفيلم ايان ( ايوان مكجريجور) وتيرى ( كولين فيريل) كلاهما يحلم بأكثر مما يملك تحقيقه ويتملك منه الجشع فيشتركان فى ارتكاب جريمة قتل تؤدى الى هلاكهما. تيرى مقامر من الدرجة الاولى ولا يستطيع التحكم فى نفسه والتوقف عن المقامرة مهما زاد حجم المبالغ التى يخسرها على طاولة اللعب ولا تعرف حبيبته عن هذة المقامرات وتحلم بشراء بيت باهظ الثمن اما اخاه ايان فيعمل مع والده فى المطعم الذى يمتلكه الاب ولكنه لا يقنع بعمله او بحياته ويقع فى غرام ممثله طموحة تشاركه الرغبة فى السفر الى كاليفورنيا والاستثمار هناك وكسب الاموال. كلا الاخين لا يستطيع تحقيق حلمه والتخلص من ورطته دون الحصول على التمويل المناسب وعندما تتعقد الاحوال تماما يظهر الخال الناجح الغنى هوارد( توم ويلكنسون ) وحتى هذة اللحظة لم يكن الخال هوارد قد ظهر لنا فى اى مشهد ولكن رسم لنا المخرج ملامح شخصيته من خلال احاديث الاسرة عنه فما بين حب وعرفان الام لاخاها الذى يساعدها ماديا ويرسل لها الاموال من حين لاخر وغيرة الاب من القريب الناجح الغنى نرى دلائل واضحة لاعجاب الاخين به وتطلعهما لنوع الحياة التى يعيشعا خالهما الثرى ذو الاتصالات المهمة وبقدر حاجة كل منهما لمساعدته, تيرى لسداد ديونه وايان لتحقيق طموحاته تظهر حاجة الخال اليهما للتخلص من مارتن بيرنز( فيل دايفيس ) الذى قد تزج شهادته بهوارد فى السجن طوال حياته وفى البداية يستنكر الاخان الطلب ولكن يحل الجشع محل الاستنكار ويقتل الطمع الضمير فيقرران انجاز المهمة وينجحان بالفعل فى المحاولة الثانية وبينما يمضى ايان قدما فى التخطيط لمستقبله يعانى تيرى من فظاعة العمل الذى ارتكبه ويلجأ للخمر والاقراص للتخلص من الفزع والاحساس بالذنب .




تتمتع افلام وودى الان بسحر خاص يصعب تحديد موطنه , هل هو الاسلوب الذى يتابع فيه حركات شخصياته من وراء العناصر والديكورات؟ ام هى الطريقة التى تظل فيها الكاميرا ثابتة على مشهد معين بينما يخرج الممثل ويدخل فى الكادر الثابت؟ ام فى حالة هذا الفيلم السواد والاضاءة المعتمة وموسيقى الخطر الاخذة فى الانخفاض والارتفاع التى صاحبت بدء تنفيذ مخطط القتل؟




الحقيقة ان افلام وودى الان حتى الان ومع بلوغه الخامسة والسبعين مازالت ممتعة ولكن يجب الاعتراف ان هذا الفيلم ليس افضل افلامه وقد يرجع هذا الى عدة اسباب اهمها ضعف مستوى التمثيل فى الفيلم بشكل عام فكولين فيريل على سبيل المثال رغم كونه ممثل جيد كما تشهد ادواره فى كل من
The Recruit و Phone booth
ولكن فى هذا الفيلم بالتحديد يبدو مترددا غير واثق من ماهية الدور وطبيعة الشخصية وقد يرجع هذا بشكل اساسى الى ان وودى الان فى هذا الفيلم لم يجر للمثلين بروفات للتمرين على ادوارهم فى حضوره واعتمد على اللقطات التى ينجحون فى ادائها للمرة الاولى فلا يبدو كولين فيريل متمكنا من ادوات فهم الشخصية مالكا خواطرها وخلجاتها وانفعالاتها. اما ايوان ماكجريجور فلا يختلف اداءه فى هذا الفيلم عن ادواره الاخرى فهو يؤدى الحركات والكلام ولا يتقمص الشخصية فنرى فى كل افلامه ذات النظرات والتعبيرات.



حلم كاسندرا قد لا يكون افضل افلام مخرجه وودى الان الا انه فيلم جيد ويطرح معضلة اخلاقية وفى النهاية قد لا يستطيع الانسان تغيير قدره ولكنه بالتأكيد يستطيع التحكم فى الاختيارات التى تصنع وتشكل هذا القدر .




المخرج: وودى الان
الممثلين: كولين فيريل , ايوان مكجريجور , وفيل دايفيس , توم ويلكينسون , سالى هوكينز , هايلى اتويل
التصوير: فيلموس زيجموند.
الموسيقى : فيليب جلاس.
السيناريو: وودى الان.

هناك تعليق واحد:

  1. i enjoyed reading the article now i have to watch the movie:))))
    Sasso

    ردحذف