الجمعة، 30 أبريل 2010

فيلم كيف الحال : سينما سعودية ما زالت تحبو

"كيف الحال"





فيلم كيف الحال هو اولى محاولات انتاج سينما تعبر عن واقع المجتمع السعودى والتغييرات التى يمر بها وانقسامه ما بين مريدى التغيير والانفتاح الثقافى والاجتماعى والشريحة الاعم والاغلب من المتشددين المحافظين الذين يرون ان فى انغلاق المجتمع السعودى تكمن اصالته وان تبنى قيم غريبة وافدة اليه من الخارج سوف يكون له اثار سلبية ويؤدى فى النهاية الى اهمال عاداته وتقاليده الموروثة.
والفيلم تدور احداثه حول عائلة سعودية تتكون من الجد والاب وزوجته وابنتهم سحر وتقوم بدورها ميس حمدان اول ممثلة سعودية
نراها على الشاشة وشقيقها فى الفيلم خالد..



الجد فى الفيلم شخصية جميلة منفتحة تهوى الضحك ومشاهدة الاغانى المصورة والاب كذلك معتدل فهو متدين ولكنه غير متشدد اما ابنه خالد فعلى النقيض تماما فهو يمثل الشريحة المتشددة فى المجتمع التى تتمسك بالعادات والقيم الموروثة واعتناق مفاهيم رجعية بأعتبار انها ما حث عليه الدين. وهناك ايضا سلطان ابن عم سحر الذى يهوى الفن والتصوير ويحلم بان يصير مخرجا معروفا ويقرر هو واصدقاؤه انشاء فرقة مسرحية وهو يهيم حبا بسحر وبينما تلتحق سحر بالعمل سرا فى صحيفة يومية وتكتب مقالا عن سلطان وفرقته المسرحية وتمتدح محاولتهم الفنية تحت اسم مستعار, يؤمن خالد ان الفن حراما فيشتعل غضبا من افعال سلطان التى يراها منافية للدين ومن الصحفية التى تمتدح هذة الافعال ويتوجة كلا من خالد وسلطان الى سحر فى نفس اللحظة, خالد لكى يقوم بتعنيفها دون ان يعلم انها سحر اخته وسلطان لكى يقوم بشكرها دون ان يعلم ايضا انها سحر ابنة عمه ويتفجر الموقف ويقوم خالد بالاعتداء على سلطان وضربه ونتيجة لذلك يدخل السجن .
الفيلم يعبر عن المرحلة الانتقالية التى يمر بها المجتمع السعودى من الانغلاق الى الانفتاح فى اطار كوميدى ويتعرض لعدد من القضايا مثل منع الفتيات من القيادة والاصرار على تزويج الفتاة فور انتهائها من تعليمها وبعض المفاهيم الدينية الخاطئة ولكنه يلفت النظر الى هذة القضايا دون ان يقوم بالتركيز عليها باعتبارها قضايا ما زالت حساسة وطرقها قد يثير الكثير من المعارضة العنيفة.
اما عن رؤية الفيلم فغير متفقة مع الواقع فالفيلم يصور لنا ان المجتمع باكمله اتجه للأنفتاح بينما القلة القليلة هى التى تنادى بالمفاهيم الرجعية بينما المجتمع السعودى لم يصل بعد الى هذة المرحلة ومازالت الاغلبية العظمى تؤمن بهذة الافكار والمفاهيم التقليدية القديمة والقلة القليلة هى التى تنادى بالتغيير فمن الصعب تغيير عادات ومفاهيم مترسخة فى المجتمع السعودى منذ نشاته ولألاف السنوات فى فترة قليلة .
والمجتمع السعودى فى الفترة الحرجة التى يمر بها سوف يعانى من هذا الانقسام لفترة طويلة ولن يكون التصالح بين الشريحتين هينا كما جاءت نهاية الفيلم .
وبشكل عام لا شك ان الفيلم تجربة هامة ويعد فى حد ذاته خطوة لدفع عجلة التقدم فى المجتمع السعودى الى الامام ومن المؤكد انها
ستفتح المجال امام محاولات لاحقة اكثر جرأة وانفتاحا.



هناك تعليق واحد: